ﺍﻟﻤﺘﺸﺒﺜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻜﺮﺍﺳﻲ ﻭ ﺍﻟﻼﻫﺜﻮﻥ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ
Bara :: منوع :: مقالات خالد فضل
صفحة 1 من اصل 1
ﺍﻟﻤﺘﺸﺒﺜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻜﺮﺍﺳﻲ ﻭ ﺍﻟﻼﻫﺜﻮﻥ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ
ﺧﺎﻟﺪ ﻓﻀﻞ
ﺳﺄﻟﺖ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻋﻄﺎ ﺍﻟﺒﻄﺤﺎﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻠﺒﺲ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﻭﺯﻳﺮﺍً ﺍﻭ ﺭﺋﻴﺴﺎً , ﺿﺤﻚ ﺍﻟﺒﺮﻭﻑ ﻭ ﺍﺣﺎﻝ ﺳﺆﺍﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺺ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﻣﻌﻪ ﺑﻤﻜﺘﺒﻪ ﻓﺄﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻃﺎﻟﺒﺎً ﻣﻨﻪ ﺍﻻﺟﺎﺑﺔ . ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺻﺮﻳﺤﺎً ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻟﻲ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻌﻈﻤﺔ ﻭ ﺍﻷﺑﻬﺔ ﻳﺘﻤﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻮﺯﺍﺭﻩ , ﺣﻴﺚ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻭ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻳﺘﺨﻄﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺰ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻭ ﻳﺴﺮ , ﻭ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﺍﻭﺟﻪ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺤﻔﻞ ﻳﺆﻣﻪ . ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻳﻌﺒﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻦ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺪﻣﻮﻥ ﺍﻧﻈﻤﺔ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻔﺴﺎﺩ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻻﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ , ﺇﺫ ﺍﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﺯﺭ ﺿﻤﻦ ﻛﻮﺗﺔ ﺍﻟﺘﺮﺿﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻞ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺸﺒﺜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻜﺮﺍﺳﻲ ﻣﻦ ﺳﺪﻧﺔ ﺍﻻﻧﻘﺎﺫ ﻟﻜﻞ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺸﻘﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻻﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ .
ﺇﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻠﻬﺎﺙ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﺮﺍﺳﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ , ﻭ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ . ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒﺎً ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﺸﺒﺜﻴﻦ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﻇﻠﻮﺍ ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻏﻮﺍﺀ ﺑﺎﻟﻜﺮﺳﻲ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻨﺨﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ , ﻓﺘﻘﺴﻢ ﺣﺰﺏ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺇﻟﻰ ( ﺍﻣﻢ ) , ﻛﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻟﻮﺡ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪﻭﻥ ﺑﻤﻨﺼﺐ ﻫﺮﻋﺖ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺣﺘﻬﻢ ﻋﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺭﺩﺍﺀ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺍﻭ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ , ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻤﺎﺭﺍﺛﻮﻥ ﺑﻤﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﻭ ﻣﻦ ﺩﻳﻚ ﻭ ﻋﻴﻴﻚ . ﻭ ﻛﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩﻳﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﻣﺮﻭﺭﺍً ﺑﺎﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺮﺍﺳﻲ ﺑﺴﻠﻢ ﻧﻴﻔﺎﺷﺎ ﻭ ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻄﻖ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﺭﻏﻢ ﺗﺒﺪﻝ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭ ﺍﻻﺣﻮﺍﻝ . ﻛﻞ ﻣﺘﺴﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻳﺮﻛﻞ ﻣﺎﺿﻴﻪ ﻭ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺒﺼﻖ ﻋﻠﻴﻪ , ﻓﺈﺷﺮﺍﻗﺔ ﺳﻴﺪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻮﺯﺭﺕ ﺿﻤﻦ ﻛﻮﺗﺔ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺪﻗﻴﺮ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﺇﻃﻼﻕ ﺯﻏﺮﻭﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﻠﺠﻠﺔ ﺇﺣﺘﻔﺎﺀً ﺑﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺠﻨﺠﻮﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻞ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ , ﻭ ﻋﻬﺪﻧﺎ ﺑﺈﺷﺮﺍﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻳﺎﻡ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﺍﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻒ ﺍﻻﻧﺤﻴﺎﺯ ﻟﻠﻀﻌﻔﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﻬﻮﺭﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﺸﺮﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﺠﻨﺠﻮﻳﺪ ﻭ ﻣﺎ ﺷﺎﺑﻬﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ , ﻭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﺲ , ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻛﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺸﺒﺜﻴﻦ ﻣﺎ ﺍﻥ ﻳﺨﻠﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻭ ﺻﻮﻟﺠﺎﻧﻪ ﻭ ﺟﺎﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﻋﻈﻤﺘﻬﺎ ﻭ ﻣﻈﺎﻫﺮﻫﺎ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻘﻠﺒﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺒﻴﻪ ﺫﻣﺎً ﻭ ﻗﺪﺣﺎً ﻓﻲ ﻣﻦ ﺧﻠﻌﻮﻩ , ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﻘﺬﺍﺭﺓ ﺗﺘﺰﻳﺄ ﺑﺎﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ , ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮ ﺗﺎﺑﻴﺘﺎ ﺑﻄﺮﺱ ﻟﻠﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﻭ ﺣﺰﺑﻬﺎ ﻭ ﺷﻌﺒﻬﺎ ﻭ ﺍﻫﻠﻬﺎ ﻳﻠﻮﺫﻭﻥ ﺑﺎﻟﻜﺮﺍﻛﻴﺮ ﺇﺗﻘﺎﺀ ﺷﺮ ﺍﻻﻧﺘﻴﻨﻮﻑ , ﺛﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺩ . ﺗﺠﺎﻧﻲ ﺍﻟﺴﻴﺴﻲ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﻓﻠﻘﺘﻴﻦ ﻛﻞ ﻓﻠﻘﺔ ﺗﺘﻤﺴﻚ ﺑﻤﺎ ﺗﻔﻀﻞ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺸﺒﺜﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﺘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ , ﻭ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻲ ﺍﺭﻛﻮ ﻣﻨﺎﻭﻱ ﻣﻦ ﻭﻇﻴﻔﺔ ( ﻣﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﺤﻠﺔ ) ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺿﻤﻦ ﺟﻤﺎﻋﺘﻪ , ﺁﺛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻤﻨﺼﺐ ﻭ ﺍﻟﺠﺎﻩ ﻭ ﺣﻈﻮﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﺋﺮ ﺍﻫﻠﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﻮﺯﻋﻬﻢ ﺧﺮﺍﺋﻂ ﺍﻟﻨﺰﻭﺡ ﻭ ﺍﻟﻠﺠﺆ ﻭ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻲ ﻭ ﺭﻋﺐ ﺍﻟﺠﻨﺠﻮﻳﺪ . ﻭ ﻛﺬﺍ ﻓﻌﻞ ﺻﺪﻳﻘﻨﺎ ﺣﺴﻦ , ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻤﺎﺟﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻳﻠﻬﺐ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﺑﺴﻴﺎﻁ ﻣﻦ ﻟﻬﺐ ﻣﻨﺬ ﺍﻳﺎﻡ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﺴﻨﻬﻮﺭﻱ ﻭ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﻭ ﺭﻓﻴﻘﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﻫﺒﺔ ﺳﺒﺘﻤﺮ 2013 ﺍﻟﻤﺠﻴﺪﺓ , ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﺪﻝ ﻓﻲ ﻋﻈﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺎﻫﻰ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﻭ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﻌﺼﻰ ﻭ ﺭﻗﺼﺔ ﺍﻟﺨﻴﻼﺀ , ﺇﻧﻬﺎ ﻧﻮﺍﺯﻉ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭ ﺍﻻﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺣﺐ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻜﺴﺐ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﺰﺍﺋﻞ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺻﻤﺔ ﻻ ﺗﻤﺤﻮﻫﺎ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ .
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻠﻬﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﻭ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻟﺘﺴﻠﻖ ﻛﺮﺍﺳﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺗﺤﺖ ﺍﺣﺬﻳﺔ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﺍﻟﻘﻤﺔ , ﻭ ﻳﺮﻳﻘﻮﻥ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺯﻟﻔﻰ ﻋﻨﺪ ﺍﻋﺘﺎﺏ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ , ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻭﻗﺎﺕ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺑﺠﺴﺎﺭﺓ ﺭﻛﺐ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻠﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻦ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻼﺕ ﻭ ﺯﻧﺎﺯﻳﻦ ﺍﻟﺒﻄﺶ ﻭﺍﻟﻘﻤﻊ , ﻓﻬﺎﻫﻮ ﺩ . ﻣﻀﻮﻱ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﺍﻟﻤﺮﻣﻮﻕ ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺷﻂ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﺣﺒﻴﺲ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﻟﻢ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺗﻬﻤﺔ , ﻭ ﻗﺒﻞ ﺍﻳﺎﻡ ﺍﻛﻤﻞ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻔﻴﻒ ﻭ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﺩﻡ ﻭ ﻣﺪﺣﺖ ﻋﻔﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺣﺠﻬﻢ ﺍﻟﻤﺒﺮﻭﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻗﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻓﺪﺍﺀً ﻟﻠﺸﻌﺐ ﻭ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎً ﻟﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻨﺎﺭﺓ , ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻣﺨﺎﺕ ﻓﺮﻭﺽ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻟﻼﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭ ﺍﻟﺤﻖ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﺎﺕ ﻓﻲ ( ﻻ ﻟﻘﻬﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ) ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺎﺕ ﺍﻣﻞ ﻫﺒﺎﻧﻲ ﻭ ﺭﻓﻴﻘﺎﺗﻬﺎ , ﻫﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﻛﺐ ﻳﻨﻀﺢ ﺑﺎﻟﻌﺰﺓ ﻭ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ﺑﻘﺎﻣﺔ ﺍﻻﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ ﻓﻲ ﻟﺠﺔ ﺍﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺤﺘﻮﺷﻬﻢ ﻣﻜﺎﺋﺪ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻻﻣﻦ ﻋﺒﺮ ﺍﺫﺭﻉ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻻﻃﺒﺎﺀ ﻭ ﻧﻘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﺘﻬﻤﺔ ( ﻧﺴﻒ ﺍﻻﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻲ ) ﻭ ﺍﻧﻌﻢ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻬﻤﺔ , ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ ﺿﺪ ﻫﺪﻡ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﻫﺪﺩﻭﺍ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺍﻣﻦ ( ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻧﺔ ﻭ ﺍﺧﻮﺍﺗﻬﺎ ) .
ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﺳﻄﻰ , ﺍﻟﻤﺘﺸﺒﺜﻮﻥ ﺑﺬﻭﺍﺗﻬﻢ ﻭ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭ ﻣﻌﻬﻢ ﺍﻟﻼﻫﺜﻮﻥ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ , ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺻﻒ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ . ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻻ ﻳﺘﺮﺩﺩﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺤﻴﺎﺯ ﻟﺼﻒ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﺴﺠﺪ ﻣﻦ ﺛﻘﻞ ﺍﻷﻭﺯﺍﺭ .
ﺳﺄﻟﺖ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻋﻄﺎ ﺍﻟﺒﻄﺤﺎﻧﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻠﺒﺲ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻢ ﺗﻌﻴﻴﻨﻪ ﻭﺯﻳﺮﺍً ﺍﻭ ﺭﺋﻴﺴﺎً , ﺿﺤﻚ ﺍﻟﺒﺮﻭﻑ ﻭ ﺍﺣﺎﻝ ﺳﺆﺍﻟﻲ ﺇﻟﻰ ﺷﺨﺺ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﻣﻌﻪ ﺑﻤﻜﺘﺒﻪ ﻓﺄﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻃﺎﻟﺒﺎً ﻣﻨﻪ ﺍﻻﺟﺎﺑﺔ . ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺻﺮﻳﺤﺎً ﻭ ﻫﻮ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺳﺆﺍﻟﻲ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻌﻈﻤﺔ ﻭ ﺍﻷﺑﻬﺔ ﻳﺘﻤﻠﻚ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻮﺯﺍﺭﻩ , ﺣﻴﺚ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﻣﺴﺮﻋﺔ ﻭ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻳﺘﺨﻄﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺟﺰ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻭ ﻳﺴﺮ , ﻭ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻪ ﺍﻭﺟﻪ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺤﻔﻞ ﻳﺆﻣﻪ . ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻳﻌﺒﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻦ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻭ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺨﺪﻣﻮﻥ ﺍﻧﻈﻤﺔ ﺍﻻﺳﺘﺒﺪﺍﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻔﺴﺎﺩ ﻛﻤﺎ ﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻻﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ , ﺇﺫ ﺍﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﺯﺭ ﺿﻤﻦ ﻛﻮﺗﺔ ﺍﻟﺘﺮﺿﻴﺎﺕ ﻭ ﺍﻟﺤﻮﺍﻓﺰ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻞ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺸﺒﺜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻜﺮﺍﺳﻲ ﻣﻦ ﺳﺪﻧﺔ ﺍﻻﻧﻘﺎﺫ ﻟﻜﻞ ﺍﻻﻓﺮﺍﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻨﺸﻘﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻻﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ .
ﺇﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻠﻬﺎﺙ ﻭﺭﺍﺀ ﻛﺮﺍﺳﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻐﺮﻗﺖ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﺭﺑﻤﺎ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ , ﻭ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﺒﻌﺚ . ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒﺎً ﺍﻥ ﺍﻟﻤﺘﺸﺒﺜﻴﻦ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻻﺳﻼﻣﻴﺔ ﻗﺪ ﻇﻠﻮﺍ ﻳﻤﺎﺭﺳﻮﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﻏﻮﺍﺀ ﺑﺎﻟﻜﺮﺳﻲ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻨﺨﺎﺳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ , ﻓﺘﻘﺴﻢ ﺣﺰﺏ ﺍﻻﻣﺔ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﺇﻟﻰ ( ﺍﻣﻢ ) , ﻛﻞ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻟﻮﺡ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪﻭﻥ ﺑﻤﻨﺼﺐ ﻫﺮﻋﺖ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺣﺘﻬﻢ ﻋﺎﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺭﺩﺍﺀ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺍﻭ ﻣﺮﺟﻌﻴﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ , ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻤﺎﺭﺍﺛﻮﻥ ﺑﻤﺒﺎﺭﻙ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﻭ ﻣﻦ ﺩﻳﻚ ﻭ ﻋﻴﻴﻚ . ﻭ ﻛﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻊ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩﻳﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻳﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﺣﻮﻡ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﺑﺪﻳﻦ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﻣﺮﻭﺭﺍً ﺑﺎﻟﻤﻴﺮﻏﻨﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺴﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﺮﺍﺳﻲ ﺑﺴﻠﻢ ﻧﻴﻔﺎﺷﺎ ﻭ ﻣﻦ ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻟﻢ ﻳﻄﻖ ﺍﻟﻨﺰﻭﻝ ﺭﻏﻢ ﺗﺒﺪﻝ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭ ﺍﻻﺣﻮﺍﻝ . ﻛﻞ ﻣﺘﺴﻠﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻳﺮﻛﻞ ﻣﺎﺿﻴﻪ ﻭ ﻳﻜﺎﺩ ﻳﺒﺼﻖ ﻋﻠﻴﻪ , ﻓﺈﺷﺮﺍﻗﺔ ﺳﻴﺪ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻮﺯﺭﺕ ﺿﻤﻦ ﻛﻮﺗﺔ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺍﻟﺪﻗﻴﺮ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﺍﻥ ﻓﻲ ﺇﻃﻼﻕ ﺯﻏﺮﻭﺩﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﺠﻠﺠﻠﺔ ﺇﺣﺘﻔﺎﺀً ﺑﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﺠﻨﺠﻮﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻞ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ , ﻭ ﻋﻬﺪﻧﺎ ﺑﺈﺷﺮﺍﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻳﺎﻡ ﺍﻟﻄﻠﺒﺔ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎﺕ ﺍﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﺻﻒ ﺍﻻﻧﺤﻴﺎﺯ ﻟﻠﻀﻌﻔﺎﺀ ﻭ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﻘﻬﻮﺭﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﻤﺸﺮﺩﻳﻦ ﻣﻦ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﺠﻨﺠﻮﻳﺪ ﻭ ﻣﺎ ﺷﺎﺑﻬﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﺸﻴﺎﺕ , ﻭ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﺲ , ﺑﻞ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻛﺎﺭ ﺍﻟﻤﺘﺸﺒﺜﻴﻦ ﻣﺎ ﺍﻥ ﻳﺨﻠﻊ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻣﻨﺼﺒﻪ ﻭ ﺻﻮﻟﺠﺎﻧﻪ ﻭ ﺟﺎﻩ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻭﻋﻈﻤﺘﻬﺎ ﻭ ﻣﻈﺎﻫﺮﻫﺎ ﺍﻟﺰﺍﺋﻔﺔ ﺣﺘﻰ ﻳﻨﻘﻠﺒﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺒﻴﻪ ﺫﻣﺎً ﻭ ﻗﺪﺣﺎً ﻓﻲ ﻣﻦ ﺧﻠﻌﻮﻩ , ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﻘﺬﺍﺭﺓ ﺗﺘﺰﻳﺄ ﺑﺎﻟﺸﻌﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ , ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻮ ﺗﺎﺑﻴﺘﺎ ﺑﻄﺮﺱ ﻟﻠﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﻭ ﺣﺰﺑﻬﺎ ﻭ ﺷﻌﺒﻬﺎ ﻭ ﺍﻫﻠﻬﺎ ﻳﻠﻮﺫﻭﻥ ﺑﺎﻟﻜﺮﺍﻛﻴﺮ ﺇﺗﻘﺎﺀ ﺷﺮ ﺍﻻﻧﺘﻴﻨﻮﻑ , ﺛﻢ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﺩ . ﺗﺠﺎﻧﻲ ﺍﻟﺴﻴﺴﻲ ﺗﻨﻘﺴﻢ ﺇﻟﻰ ﻓﻠﻘﺘﻴﻦ ﻛﻞ ﻓﻠﻘﺔ ﺗﺘﻤﺴﻚ ﺑﻤﺎ ﺗﻔﻀﻞ ﺑﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﺸﺒﺜﻮﻥ ﻣﻦ ﻓﺘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ , ﻭ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻨﻲ ﺍﺭﻛﻮ ﻣﻨﺎﻭﻱ ﻣﻦ ﻭﻇﻴﻔﺔ ( ﻣﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﺤﻠﺔ ) ﺑﻘﻲ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺿﻤﻦ ﺟﻤﺎﻋﺘﻪ , ﺁﺛﺮﻭﺍ ﺍﻟﻤﻨﺼﺐ ﻭ ﺍﻟﺠﺎﻩ ﻭ ﺣﻈﻮﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺎﺋﺮ ﺍﻫﻠﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﻮﺯﻋﻬﻢ ﺧﺮﺍﺋﻂ ﺍﻟﻨﺰﻭﺡ ﻭ ﺍﻟﻠﺠﺆ ﻭ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﺍﻟﻌﺸﻮﺍﺋﻲ ﻭ ﺭﻋﺐ ﺍﻟﺠﻨﺠﻮﻳﺪ . ﻭ ﻛﺬﺍ ﻓﻌﻞ ﺻﺪﻳﻘﻨﺎ ﺣﺴﻦ , ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻤﺎﺟﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻇﻞ ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻳﻠﻬﺐ ﺍﻟﻤﺴﺘﺒﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﻘﺘﻠﺔ ﺑﺴﻴﺎﻁ ﻣﻦ ﻟﻬﺐ ﻣﻨﺬ ﺍﻳﺎﻡ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻭ ﺣﺘﻰ ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﺴﻨﻬﻮﺭﻱ ﻭ ﺭﻓﺎﻗﻪ ﻭ ﺭﻓﻴﻘﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺷﻬﺪﺍﺀ ﻫﺒﺔ ﺳﺒﺘﻤﺮ 2013 ﺍﻟﻤﺠﻴﺪﺓ , ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺒﺪﻝ ﻓﻲ ﻋﻈﻢ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﺗﻤﺎﻫﻰ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﻌﻤﺎﻣﺔ ﻭ ﺣﻤﻞ ﺍﻟﻌﺼﻰ ﻭ ﺭﻗﺼﺔ ﺍﻟﺨﻴﻼﺀ , ﺇﻧﻬﺎ ﻧﻮﺍﺯﻉ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭ ﺍﻻﻧﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﺣﺐ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭ ﺍﻟﺴﻌﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻜﺴﺐ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺍﻟﺰﺍﺋﻞ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﺧﺴﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺻﻤﺔ ﻻ ﺗﻤﺤﻮﻫﺎ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ .
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻠﻬﺚ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﻭ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻟﺘﺴﻠﻖ ﻛﺮﺍﺳﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺗﺤﺖ ﺍﺣﺬﻳﺔ ﻋﺴﺎﻛﺮ ﺍﻟﻘﻤﺔ , ﻭ ﻳﺮﻳﻘﻮﻥ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﺯﻟﻔﻰ ﻋﻨﺪ ﺍﻋﺘﺎﺏ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ , ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻭﻗﺎﺕ ﻳﺘﻘﺪﻡ ﺑﺠﺴﺎﺭﺓ ﺭﻛﺐ ﺍﻟﻤﻨﺎﺿﻠﻴﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﻴﻦ ﺻﻮﺏ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﻼﺕ ﻭ ﺯﻧﺎﺯﻳﻦ ﺍﻟﺒﻄﺶ ﻭﺍﻟﻘﻤﻊ , ﻓﻬﺎﻫﻮ ﺩ . ﻣﻀﻮﻱ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﺍﻟﻤﺮﻣﻮﻕ ﻭ ﺍﻟﻨﺎﺷﻂ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﺣﺒﻴﺲ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ ﻟﻢ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺗﻬﻤﺔ , ﻭ ﻗﺒﻞ ﺍﻳﺎﻡ ﺍﻛﻤﻞ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻌﻔﻴﻒ ﻭ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺍﺩﻡ ﻭ ﻣﺪﺣﺖ ﻋﻔﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺣﺠﻬﻢ ﺍﻟﻤﺒﺮﻭﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻗﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﻓﺪﺍﺀً ﻟﻠﺸﻌﺐ ﻭ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎً ﻟﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭ ﺍﻻﺳﺘﻨﺎﺭﺓ , ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻣﺨﺎﺕ ﻓﺮﻭﺽ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﻟﻼﻧﺴﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭ ﺍﻟﺤﻖ ﻭ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﻟﺪﻥ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﺎﺕ ﻓﻲ ( ﻻ ﻟﻘﻬﺮ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ) ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺎﺕ ﺍﻣﻞ ﻫﺒﺎﻧﻲ ﻭ ﺭﻓﻴﻘﺎﺗﻬﺎ , ﻫﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﻛﺐ ﻳﻨﻀﺢ ﺑﺎﻟﻌﺰﺓ ﻭ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ ﺑﻘﺎﻣﺔ ﺍﻻﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ ﻓﻲ ﻟﺠﺔ ﺍﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﺤﺘﻮﺷﻬﻢ ﻣﻜﺎﺋﺪ ﺟﻬﺎﺯ ﺍﻻﻣﻦ ﻋﺒﺮ ﺍﺫﺭﻉ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻻﻃﺒﺎﺀ ﻭ ﻧﻘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﻬﻦ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﺘﻬﻤﺔ ( ﻧﺴﻒ ﺍﻻﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﻲ ) ﻭ ﺍﻧﻌﻢ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻬﻤﺔ , ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻃﺒﺎﺀ ﺍﻟﺸﺮﻓﺎﺀ ﺿﺪ ﻫﺪﻡ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻲ ﻭ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﻫﺪﺩﻭﺍ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺍﻣﻦ ( ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻧﺔ ﻭ ﺍﺧﻮﺍﺗﻬﺎ ) .
ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﺳﻄﻰ , ﺍﻟﻤﺘﺸﺒﺜﻮﻥ ﺑﺬﻭﺍﺗﻬﻢ ﻭ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭ ﻣﻌﻬﻢ ﺍﻟﻼﻫﺜﻮﻥ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ , ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺻﻒ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ . ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻀﻤﺎﺋﺮ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻻ ﻳﺘﺮﺩﺩﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺤﻴﺎﺯ ﻟﺼﻒ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻵﺧﺮ ﻳﺴﺠﺪ ﻣﻦ ﺛﻘﻞ ﺍﻷﻭﺯﺍﺭ .
Bara :: منوع :: مقالات خالد فضل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى